تعريف السحر :عن السحر وتعريفه لغة واصطلاحا وقالوا :أصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره ، ومن السحر الأخذة التي تأخذ العين حتى يُظن أن الأمر كما يرى وليس كما يُرى . ثم هو رقى وعقد وكلام يتكلمُ به الساحر أو يكتبه فيؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له، وله حقيقة ، منه ما يقتل ، ومنه ما يمرض ، ومنه ما يأخذ الرجُل عن امرأته فيمنعه وطئها ، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه ، ومنه ما يبغض أحدهما على الآخر" انظر لسان العرب مادة سحر ، والطب من الكتاب والسنة للبغدادي في فصل العين حق والرقية منها".
يقول القرطبي عند تفسيره للآية 102 من سورة البقرة : قيل: السحر أصله التمويه بالحيل والتخاييل ، وهو أن يفعل الساحر أشياء ومعاني ، فيُخيّل للمسحور أنها بخلاف ما هي به كالذي يرى السراب من بعيد فيُخيّل إليه أنه ماء ( يقولون كالسراب غر من رآه وأخلف من رجاه ) ، وكراكب السفينة السائرة سيراً حثيثاً يُخيّل إليه أن ما يرى من الأشجار والجبال سائرة معه. وقيل: هو مشتقّ من سَحرتُ الصبيّ إذا خدعته ، وقيل: أصله الصّرف ، يقال: ما سَحَرك عن كذا ، أي ما صرفك عنه . وقيل: أصله الاستمالة ، وكلّ مَن استمالك فقد سحرك.
وقال الجوهري: السحر الاُخْذة ، وكلّ ما لَطُف مأخذه ودَقّ فهو سحر . وسحره أيضا بمعنى خدعه . وقال ابن مسعود: كنّا نُسَمّي السحر في الجاهلية العِضَة.. والعِضَه عند العرب: شدّة البَهْت وتمويه الكذب أ.هـ.
وبهته أي أخذه بغتة ، يقول تعالى: " بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ * أي فجأة يعني القيامة. " فَتَبْهَتُهُمْ*. قال الجوهري: بَهَته بَهْتاً أخذه بغتة، قال الله تعالى: "بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ*. وقال الفراء: «فتبهتهم» أي تحيرهم يقال: بهته يبهته إذا واجهه بشيء يحيره. يقال: بَهتَه بَهْتاً وبُهْتَاناً إذا قال عليه ما لم يفعله. وهو بَهّات والمقول له مَبْهُوت. ويقال: بُهِت الرجل إذا دُهِش وتحيّر كما قال الله تعالى: "فَبُهِتَ الّذِي كَفَرَ* [البقرة: 258].
وذكرَ العلماء أنواع السحر وزعموا أنها ثمانية أنواع ومنهم من قال أنـها ثلاثة أنواع وهي السحر الحقيقي والسحر التخيلي والسحر المجازي .
ويندرج تحت السحر الحقيقي والتخيلي :
1- السحر الهوائي : يكون السحر معرضا لتيار الهواء فكلما مرت الريح زاد تأثير السحر.
2- السحر المائـي : يرمى السحر في البحار والأنهار والآبار وفي مجاري المياه .
3- السحر النـاري : يوضع السحر في أو قرب مواقد النيران مثل التنور أو الفرن .
4- السحر الترابي : يدفن في التراب كالمقابر والطرقات والبيوت .
ويندرج تحت هذه الأنواع الأربعة :
1- المأكول والمشروب : ما يجعل مع الطعام والشراب وهو أشد أنواع السحر تأثيراً على المسحور ومثله المشموم وما يرش على البدن.
2- المشـموم : ما يخلط في الطيب أو يعمل من الطيب والبخور.
3- المعقـود : كل ما يمكن عقده والنفث عليه .
4- الأثــر : ما يؤخذ من أثر المسحور " الشعر ، الأظافره ، الثياب ، دماء الحيض ، البول ، المني " .
5- المنثـور : كل مسحوق ينفث عليه الساحر وينثر في الغرف وعند مداخل البيوت.
6- المرشوش: كل سائل ينفث عليه الساحر ويرش على الثياب أو عند عتب الأبواب أو في الأماكن التي غالبا ما يتواجد بها المراد سحره .
7- الطلسمات: أسماء وكلمات وحروف وأرقام ومربعات مجهولة المعنى لغير السحرة .
8- المرصـود : يرصد لطلوع نجم أو اقتران كوكب بكوكب أو قمر وما يترتب عليه من هيجان البحر والدم.
ويرى الرازي في كتابه قصة السحر والسحرة...وُجوب التمييز بين ثمانية أنواع من السحر:
1 - سحر الكنعانيين. يعني عنده عبادة الكواكب بالخصوص. ترتكز هذه العبادة، في نظره، على الإيمان بتأثير الكواكب في العالم السفلي وتحكّم العالم العلوي في نظيره السفلي.
2 - سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية. هذا السحر لا تمارسه إلا فئة من الناس لها نفوس قوية. وعن هذه الفئة تصدر العين الشريرة، حسب المؤلف. في هذا النمط من السحر لا يشكل استخدام العزائم والبخور سوى عنصر إضافي، لأن الساحر هنا يؤثر بقوة نفسه في العالم الخارجي.
3 - سحر العزائم وأعمال تسخير الجن. يرى الرازي أن الجن موجودون واقعيا، وبفضل الرياضة وإقامة شعائر دينية مرفوقة بإطلاق البخور وتلاوة العزائم، يتوصل الساحر إلى اللقاء بهم والتحكم فيهم وتسخيرهم