صار هناك معجزة، وكرامة، و ضلالة، على يد مؤمن مستقيم طاهر كرامة، على يد نبي مرسل معجزة، على يد ساحر ضلالة، هذا ينقلنا إلى أن كل شيء حيادي، لأن الإنسان مخير، حتى خرق العادات يمكن أن يكون كرامات، أو أن يكون ضلالات، و يوجد تعريف آخر للسحر: أنه حيل صناعية يتوصل بها إلى اكتساب المال، غير أنها لدقتها لا يحسنها إلا آحاد الناس، قال تعالى:
﴿ سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ ﴾
[ سورة الأعراف: 116]
أنا حدثني صديق أنه ذهب إلى الهند فرأى ما يلي: رأى ساحراً، و معه غلام، و مع الساحر حبل طويل، فألقاه إلى الأعلى، فعلق، فصعد الغلام، حتى اختفى، أمره أن ينزل فلم ينزل، فتبعه الساحر، و بعد حين وقع رأسه، ثم يده، ثم يده، ثم جسمه، شيء لا يصدق ، جاء وفد صحفي، و صور، لم يجد في الفيلم شيئاً، هذا معنى قول الله عز وجل:
﴿ سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ ﴾
[ سورة الأعراف: 116]
لا ينكر أن السحر له أثر في القلوب بالحب والبغض، وإلقاء الشرك، فالساحر مهمته الأولى التفريق بين المرء و زوجه، و أن يحول بين المرء و قلبه بإدخال الآلام، و عظيم الأسقام، و هذا مدرك بالمشاهدة، و إنكاره معاندة، السحر واقع.