الشيء المؤلم أشد الألم، و أنا لا أبالغ و الله في كل مئة أسرة مسلمة سبعون أو ثمانون أسرة مفككة بفعل الشيطان، هدف الشيطان الأول أن تكره زوجتك، أو أن تمل منها، أو أن تقول: إنني لا أشعر معها بشيء، و هدف الشيطان الأول أن يرغبك بغير زوجتك، حتى إن كل الأعمال التي توصف بأنها أعمال فنية هدفها أن يكره الإنسان زوجته، و أن يتجه إلى غير زوجته، وهذا من فعل الشيطان، والذي يقطع هذا الموضوع كلياً أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
(( الحمد لله الذي رزقني حبّ عائشة ))
[ ورد في الأثر]
وأنا أدعو كل زوج أن يبذل المستطاع كي يحب زوجته، و كي تحبه زوجته، هذا هو الذي يرضي الله وحده، و ما سوى ذلك لا يرضي الله، لأن الله عز وجل حينما قال:
﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
[ سورة الشورى: 29]
﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾
[ سورة فصلت: 37]
﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾
[ سورة الروم: 21]
فالذي لا يحب امرأته، و لا تحبه امرأته، والذي يشعر أن بين الزوجين شرخاً كبيراً ومللاً وسآمة وضجراً هذا البيت بخلاف منهج الله عز وجل.
أراد الله من الزوجين أن تسود بينهما المودة و الرحمة، لذلك قال تعالى:
﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ﴾
[ سورة البقرة: 102]
أي أهل الإيمان كل مودتهم ومحبتهم وإخلاصهم لزوجاتهم، وأهل الفسق والعصيان كل محبتهم ومودتهم لغير زوجاتهم.
شرس إلى أبعد الحدود مع زوجته، قاس إلى أبعد الحدود مع زوجته، متجهم مع زوجته، وأحلى وألطف عبارة يسوقها لمن لا تحل له، في البيوت، في اللقاءات ، في الاحتفالات، في السفر، في النزهات، في العمل، في الوظيفة، كل لطافته، ومودته، ورقته، ونعومته، واعتذاره الشديد، وابتسامته، والتعليقات اللطيفة التي يسوقها لغير زوجته، وكل غلاظته لزوجته، هذا الواقع لأن الشيطان فعل فعله، الآية صريحة:
﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ﴾