الله شرع لعباده الدعاء ، فقال سبحانه وتعالى : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}. وقال عز وجل : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} والسجود محل للدعاء في الفرض والنفل ، وأحرى الأوقات لإجابة الدعاء : آخر الليل ، وجوف الليل ، وهكذا السجود في الصلاة فرضا أو نفلا يستجاب فيه الدعاء ، وهكذا آخر الصلاة قبل السلام بعد التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهكذا الدعاء يوم الجمعة حين يجلس الخطيب على المنبر إلى أن تقضى الصلاة ، وبعد صلاة العصر إلى غروب الشمس يوم الجمعة .
فينبغي لمن أراد أن يدعو أن يتحرى هذه الأوقات ، وهكذا ما بين الأذان والإقامة الدعاء فيه لا يرد ، ومن أهمها آخر الليل ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟) وفي لفظ آخر فيقول : (هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟ هل من تائب فيتاب عليه حتى يطلع الفجر).