الأسحار التي يعقدها السحرة تكون ( مرصودة برصد ) ، ويعني هذا توكيل حارس من الجن والشياطين لحراستها والدفاع عنها ، وبالتالي فإن العبث بها من قبل أناس خاوية قلوبهم من خشية الله وذكره ، بعيدين عن منهجه غارقين في المعاصي والملذات والشهوات ، يؤدي بلا شك إلى إيذائهم وتضررهم نتيجة لذلك الفعل ، وشاهد التجربة الحسية دليل قوي على ما أقول ، فالأولى ترك علاج ذلك للعارف به الحاذق بصنعته 0
قصة واقعية : ومن القصص الشاهدة على ذلك ، قصة واقعية لرجل وجد سحرا في بيته ، فأخذه وأحرقه ، وحال انتهائه من هذا الفعل لاحظ أن يده تتوجه لا إراديا لمصدر النار ، وأصيب بحرق من الدرجة الأولى في يده ، مما اضطره إلى إجراء عملية جراحية تجميلية في اليد 0
عن بئر يلقى فيه السحر ويعتقد أنه محمي من الجن ، فهل يخرج هذا السحر ويبطل أم يبلغ رجال الحسبة ؟
فأجاب - حفظه الله - : ( الواجب أنكم تبلغون رجال الحسبة والسلطة وتدلونهم على البئر ويقضي عليه فيخرج ويحرق 0 كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإخراج السحر من البئر وإحراقه 0 فإذا كنتم متحققين من ذلك فبلغوا رجال الحسبة ودلوهم على المكان وأعينوهم على إخراجه وإحراقه ) ( السحر والشعوذة – ص 55 ) 0
ومن هنا فإني أقدم النصح لكافة القراء الأعزاء بالحذر كل الحذر من العبث بمادة السحر في حالة وجودها والعثور عليها وإرسالها للإخوة المعالجين المتخصصين في مسائل الرقية الشرعية خوفاً على سلامتهم ، ولا أخفيكم أنه ذات يوم اتصل بي أحد الإخوة حيث قال لي أنه اتصل بأحد الدعاة في المنطقة الشرقية وأخبره في العثور على مادة سحر ، فأوعز إليه الداعية بحرق السحر وإتلافه ، فاتصلت بهذا الداعية واستفسرت عن الأمر فأكد لي ذلك ، وقد بينت له خطورة مثل هذا الأمر وأنه قد يضر بالشخص الذي يتعبث بمادة السحر ، فقال لي بأن مثل هذا الفعل قد يؤدي بالناس للتعلق بالمعالج وأنه يملك قدرات تفوق ما عند البشر ، فبينت له أن الأمر ليس كذلك إنما خبرة المعالج ومتابعته لحالات كثيرة ودخوله معترك هذا الأمر وقيامه بإتلاف كثير من الأسحار هو ما يدعو لمثل هذا الإجراء
0
سائلاً المولى عز وجل أن يحفظنا وإياكم من شياطين الإنس والجن ، إنه سميع مجيب الدعاء 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم