نحاول تسليط الضوء على أهم أشكاله وأنواعه .
1ـ سحر التفريق والربط : وهو قيام الساحر بالتفريق بين الزوج وزوجه ، أوالأب وابنه ، أوالأخ وأخيه أو نحو ذلك ، هذا سحر التفريق .
وأما سحر الربط فهو قيام الساحر بأعمال خبيثة عن طريق الاستعانة بالشياطين والجن ـ وذلك في كل أنواع السحر ـ بحيث يتمركز الجني ويستقر في مخ الرجل
( وبالتحديد نقطة الإثارة الجنسية ) بحيث يجعل الرجل القوي ينكمش عن مباشرة زوجته بمجردة الملامسة، ويحدث الربط للرجل عن زوجته فيعجز ويحدث أيضا للمرأة عن زوجها مع بقاء قدرة الزوج لكنها تمنعه ، أو يجد سداً دونها .
وهذا السحر من أخطر الأنواع لما ينتج من فساد الأسرة وفشل الحياة الزوجية والنفور بين الزوجين والفراق في النهاية والعداوة وتشريد الأولاد وغير ذلك .
وأحب شيء من معاصي الإنسان إلى الشيطان التفريق بين الأزواج كما ورد في صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعت شيئاً ، قال : ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال : فيدنيه منه ، ويقول : نعم أنت ) .
قال الحافظ بن كثير : وسبب التفريق بين الزوجين ما يخيل إلى الرجل أو المرأة من الأخر من سوء المنظر أو الخلق أو نحو ذلك من الأسباب المقتضية للفرقة
2ـ سحر الخداع والتخييل : قال عنه ابن كثير وذلك يكون بإشعال أذهان الحاضرين وأخذ عيونهم بشيء يذهلهم حتى إذا استفرغهم الشغل بذلك الشيء عمد إلى عمل شيء آخر بسرعة شديدة ، وحينئذ يظهر للحاضرين شيئاً آخر غير ما انتظروه فيعجبون منه جداً .
وسحر التخييل بحيث يرى الإنسان الشيء الثابت متحركاً والمتحرك ثابتاً ، ويرى الصغير كبيراً والكبير صغيراً ، ويرى الأشياء على غير حقيقتها كرؤية الحبال ثعابين .
3ـ سحر الجنون : يستقر الجني في مخ الإنسان نتيجة السحر ، ثم يضغط على خلاياه الخاصة بالتفكير والتذكر فتظهر أعراض الشرود الذهول والنسيان الشديد والتخبط في الكلام ، وعدم الاستقرار في مكان واحد ، وعدم الاهتمام بالمظهر وغير ذلك من الأعراض .
4ـ سحر الخمول : وذلك بأن يرسل الساحر الجني إلى الشخص المراد سحره ، ويتمركز في المخ ، ويسبب الانطواء والعزلة فيقوم الجني بالمطلوب قدر استطاعته .
وبعد ذلك تظهر أعراض هذا السحر ، فيحب المسحور الوحدة والانطواء والصمت الدائم والشرود الذهني والصداع الدائم والهدوء والسكون المفرط .
5 ـ سحر الهواتف : بحيث يرسل الساحر جنياً ويكلفه بأن يشغل هذا الإنسان في المنام واليقظة فيتمثل له الجني في المنام بالحيوانات المفترسة التي تنقض عليه ، ويناديه في اليقظة بأصوات أناس يعرفهم أو لا يعرفهم .
وأعراض هذا السحر : الأحلام المفزعة ، وسماع الأصوات وكثرة الوساوس ، والشكوك وغير ذلك .
6ـ سحر المرض : بحيث يتمركز الجني في المخ في مركز السمع والبصر أو إحساس
اليد أو الرِجْل ، وفي هذه الحالة إما أن يمنع الجني ـ بقدرة الله ـ إشارة المخ إلى العضو فيصاب بالعمى أو الصم أو الشلل .
وأما أن يجعل الإشارة سريعة بلا أسباب فيتصلب العضو، وإما أن يمنع الجني إشارة المخ إلى العضو حيناً ويطلقها حيناً فيتعطل العضو مرة ويعمل مرة .
وأعراض سحر المرض ألم دائم في أحد الأعضاء أو حالات صرع وتشنجات ، أو شلل جزئي أو كلي أو تعطل وتوقف لبعض الحواس .
وهذه الأعراض مشابهة لحالات المرض العضوي الطبيعي ، ويمكن التفريق بين أمراض السحر و أمراض الجسم الطبيعية بقراءة الرقية والآيات المبطلة للسحر فإن شعر المريض أثناء القراءة ( بدوخة ) دوار أو تخدير أو صداع أو اضطراب ورجفة في أطرافه ، أو أي تغير في جسده فالمرض ناتج عن سحر أو حسد أو عين ، وإن لم يحصل شيء من التغيرات الجسدية والعضوية ، فالمرض عضوي يعالجه الأطباء في المستشفيات والعيادات المتخصصة .
7ـ سحر المحبة : يقوم الساحر بطلب من المتقدم إليه ليعمل له سحراً يحبب زوجته فيه ، أو ليعمل للزوجة سحراً يحبب زوجها فيها ، وذلك بأخذ أثر من أثار المسحور فيه رائحته ، فتظهر أعراض هذا السحر المرضية ، وقد ينقلب السحر على الساحر فيكره الزوج زوجته كما يكره كل النساء معها ، لأن السحر قد يكون مزدوجاً بحيث يعمل ليحب زوجته ويكره من سواها فيكره أمه وأخته وعمته وخالته ، وقد ينقلب فيكره أيضا زوجته .
8 ـ سحر النزيف ( الاستحاضة ):
وهذا يحدث للنساء بحيث يقوم الساحر بتسليط الجني على المرأة المراد سحرها بحيث يسبب لها النزيف ، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه . عندما سألته الصحابية الجليل حمنة بنت جحش عن الاستحاضة ؟ قال : (إنما هي ركضة من ركضات الشيطان ) أخرجه الترمذي وقال
فالاستحاضة ركضة من ركضات الشيطان في عرق من عروق الرحم ، وقد يستمر لدى المرأة أياماً أو شهوراً ...
وحاصل ما تقدم أن السحر أمر ثابت وواقع ، وأن على المسلم أن يكون حذراً من التعرض لأسبابه ، أو الوقوع في شِراكه ، وعليه أن يضرع إلى الله بالدعاء وقراءة المعوذات وفاتحة الكتاب ، وما ورد من الأدعية المأثورة ، التي تحصنه من كل سوء يراد به .
والأمر المهم هنا أن يعتقد المسلم - كامل الاعتقاد - أنه لا ضار ولا ناقع في هذا الكون إلا الله ، وأن ما يفعله الساحر من سحر لا يكون إلا بإذن الله ، فإذا استحضر المسلم كل تلك الأذكار والمعاني حفظه الله من كل سوء . وصدق الله القائل ( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله )
أختكم/ طيبة القلب